هذا وقد سبق قول أبي بكر ابن العربي (ت ٥٤٣ هـ) أن هذا اللقب من إحداث الشيعة.
وهو الأقرب ـ إن شاء الله ـ، فمَنشأُ اللقب في كتب أهل السنة والجماعة وردَ أوَّل ما ورَدَ في كتب المعاجم اللغوية ـ والظاهر أنه مأخوذ من الشيعة ـ، ثم تتابع العلماء على النقل منها، فقد ذكر هذا اللقب «البتول» عدد من العلماء، وغالبه من منقولهم لا مقولهم ـ كما سيأتي ـ.
وهذا العدد الكثير ــ الآتي ذكرُهم ـ لا يدل على الصحة، فالكثرة هنا نسبية، فكم من حديث ضعيف جداً أو لا أصل له، تتابع كثير من العلماء على ذكره في مصنفاتهم ومنها الفقهية، ولم يُعتبر هذا دليلاً على الصحة والقبول، فكيف وغالب الذين ذكروا هذا اللقب من أهل التاريخ والأدب؟
وبعضهم ذكره مسايرة لأهل بلده ـ فيما يبدو ـ كالمقريزي، وابن الوزير اليماني، والصنعاني، والشوكاني، لغلبة الشيعة في بلدهم، فقد يذكرون بعض الألقاب المشهورة عن الشيعة من هذا الباب كقولهم لعلي: عليه السلام، ... وكرَّمَ اللهُ وجهَه، ونحو ذلك.
فالذي أرجحه ــ والعلم عند الله تعالى ـ أنه يُكرَهُ إطلاق هذا اللقب على فاطمة، وأنَّ مَنشأهُ من غُلاة الشيعة، تشبيهاً لفاطمةَ بمَريم - عليهما السلام -،