قال ابن تيمية (ت ٧٢٨ هـ) - رحمه الله -: (وكذلك من يقول: إن علياً وبني هاشم تخلَّفُوا عن بيعة أبي بكر ستة أشهر، يقول: إنهم لم يَضربوا أحداً منهم، ولا أكرهُوهُ على البيعة.
فإذا لم يُكرَهُ أحَدٌ على مبايعةِ أبي بكر، التي هي عنده متعيِّنة، فكيف يأمر بقتل الناس على مبايعة عثمان، وهي عنده غير متعينة؟
وأبو بكر وعمر مدَّة خلافتهما ما زالا مُكرِمين غايةَ الإكرام لعليٍّ وسائر بني هاشم، يقدمونهم على سائر الناس، ويقول أبو بكر:«أيها الناسُ، ارقبوا محمداً في أهل بيته».
وأبو بكر يذهَبُ وحدَه إلى بيتِ علي، وعنده بنو هاشم، فيذكر لهم فضلَهم، ويذكرون له فضلَه، ويعترفون له باستحقاقِه الخلافة، ويعتذرون من التأخر، ويبايعونَه وهُو عندَهُمْ وحدَهُ.
والآثار المتواترةُ بما كان بينَ القوم من المحبةِ والائتلاف تُوجِبُ كذِبَ مَن نقلَ ما يخالف ذلك.
وعلي - رضي الله عنه -، ما زالا مكرِمين له غاية الإكرام بكل طريق، مقدِّمين له، بل ولسائر بني هاشم على غيرهم في العطاء، مقدِّمين له في المرتبة والحرمة والمحبة والموالاة والثناء والتعظيم، كما يفعلان بنظرائه، ويفضلانه بما ... فضَّلَه اللَّهُ - عز وجل - به على مَن ليس مثله، ولم يُعرَفْ عنهم كلمةُ سوءِ في عليٍّ قَط، بل ولا في أحدٍ من بني هاشم.