للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو العباس القرطبي (ت ٦٥٦ هـ) - رحمه الله -: (وقوله: «وكان لعليٍّ من الناس جهةٌ حياة فاطمة» جهة؛ أي: جاه واحترام، كان الناس يحترمون عليَّاً في حياتها كرامةً لها؛ لأنها بَضعة من رسولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، وهو مباشرٌ لها، فلما ماتت وهُوَ لم يبايع أبا بكر، انصرف الناس عن ذلك الاحترام؛ ليدخل فيما دخلَ فيه الناس، ولا يفرِّق جماعتهم، ألا ترى أنه لما بايع أبا بكر أقبل الناسُ عليه بكل إكرام وإعظام؟ !

وقوله: «فلم يكن علي بايع تلك الأشهر» يعني: الستة الأشهر التي عاشتها فاطمة بعد رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، ولا يُظَن بعلي أنه خالف الناس في البيعة، لكنَّه تأخر عن الناس لمانعٍ منعه، وهو الموجدة التي وجدها حيث استُبِدَّ بمثل هذا الأمر العظيم، ولم يُنتظر مع أنه كان أحق الناس بحضوره ومشورته، لكن العذر للمبايعين لأبي بكر على ذلك: الاستعجال؛ مخافةَ ثوران فتنة بين المهاجرين والأنصار، كما هو معروف في حديث السقيفة، فسابَقُوا الفتنةَ فلم يتَأتَّ لهم انتظاره لذلك). (١)


(١) «المفهم» للقرطبي (٣/ ٥٦٩ ـ ٥٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>