للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل يُعلَم ــ الآن ــ قبر فاطمة - رضي الله عنها - في البقيع على وجه التحديد؟

قال المجد الفيروز ابادي (ت ٨١٧ هـ) - رحمه الله - عن مقبرة البقيع: ... ( ... لا شك أن هذه المقبرة المقدسة محشوةً مملوءةً بالجمَّاء الغفير من سادات الأمة من المهاجرين والأنصار، غير أن اجتناب السلف الصالح من المبالغة في تعظيم القبور وتجصيصها؛ أفضى إلى انطماس آثار أكثرهم، فلأجل ذلك ... لا يُعرف قبرٌ مُعَيَّنٌ منهم، إلا أفراداً معدودة نشير إلى شئ منها).

علَّق السمهودي بقوله: وقد ابتنى عليها مشاهد: ... ثم ذكرها). (١)

قلت: والأفراد المعدودون عُرفوا في القرون المتأخرة في عهد العُبيديين، ومَن ذكرهم مِن أهل السنة المحققين إنما ذكرهم على سبيل التقريب والظن، وعليه فليست المعرفة في زمن الفيروزابادي وقبله وبعده على سبيل اليقين والجزم، لتوالي الدفن في البقيع في القرون الأولى، وانطماس معالمها في وقت مبكر ـ كما سيأتي بيانه ـ.

قال السمهودي (ت ٩١١ هـ) - رحمه الله -: (وإنما أوجب عدم العلم بعَين قبر فاطمة - رضي الله عنها -، وغيرِها من السلف، ما كانوا عليه مِن عَدَمِ البناء على القبور وتجصيصِها، مع ما عَرَضَ لأهلِ البيتِ - رضي الله عنهم - من معاداة الولاة


(١) «المغانم المطابة» للفيروز أبادي ـ ط. المدينة ـ (٢/ ٦١٧)، «وفاء الوفاء» (٣/ ٩١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>