اجتماعهم، وهدَّدَ الرجال إن اجتمعوا أن يحرِّق عليهم، كلُّ ذلك إتماماً للجماعة ودَفعاً للفُرقة والنزاع، وللسياسةِ الشرعية أحكام.
من محبة عمر لفاطمة زواجه بابنتها أم كلثوم - رضي الله عنهم -.
٢٧. حزنها على وفاة أبيها - صلى الله عليه وسلم -.
في «الصحيحين»: عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ - عليها السلام -: وَا كَرْبَ أَبَاهُ، فَقَالَ لَهَا:«لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ اليَوْمِ»، فَلَمَّا مَاتَ قَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، يَا أَبَتَاهْ، مَنْ جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ، مَأْوَاهْ يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ، فَلَمَّا دُفِنَ، قَالَتْ فَاطِمَةُ - عليها السلام -: يَا أَنَسُ أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - التُّرَابَ.
حُزْنُها ومُصيبَتُها على أبيها النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لا يمكن أن يتصورها أحدٌ، وفي كلماتها السابقة حزن كاتم، مع إيمان ويقين بالله - تبارك وتعالى -.
تضاعف الحزن عليها بعد وفاة أبيها - صلى الله عليه وسلم -، وبقيت حزينة حتى توفيت بعده بستة أشهر، وكانت صابرة محتسبة - رضي الله عنها -.
قال محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رحمه الله -: «ما رُئِيَتْ فاطمةُ ضَاحِكةً بعْدَ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أنها قد تُمُورِي في طَرَفِ فِيها».