الكلام حول هذا المبحث من باب تحصيل الحاصل، لأنه مما لا شك فيه أن المعلِّم الأول والأخير لبناتِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ومُربيهن هو والدُهن - صلى الله عليه وسلم -، فقد أخذن منه ومِن خديجة أحسنَ تربية، قبل النبوة وبعدَها، فصلاتُهن، وحجُّهن، وأذكارُهن، وتلاوتُهن للقرآن، وسائر عبادتهن، وجميع محاسن الأخلاق أخذنها مباشرةً مِن والدهن - صلى الله عليه وسلم -، فسواء صحَّت الأحاديث المروية ـ على قِلَّتِها ـ أو لم تصِح، فإنَّ مصدَر عِلْمِهِنَّ هو والدهنَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وقد تميَّزَتْ فاطمةُ عن أخواتها بملازمة والدِها - صلى الله عليه وسلم - إلى وفاتِه، وذهابِه معه في حجة الوداع، وقُربِ مَسكَنِها من بيت عائشة - رضي الله عنهما -.