للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدراسة الموضوعية:

الكلام حول هذا المبحث من باب تحصيل الحاصل، لأنه مما لا شك فيه أن المعلِّم الأول والأخير لبناتِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ومُربيهن هو والدُهن - صلى الله عليه وسلم -، فقد أخذن منه ومِن خديجة أحسنَ تربية، قبل النبوة وبعدَها، فصلاتُهن، وحجُّهن، وأذكارُهن، وتلاوتُهن للقرآن، وسائر عبادتهن، وجميع محاسن الأخلاق أخذنها مباشرةً مِن والدهن - صلى الله عليه وسلم -، فسواء صحَّت الأحاديث المروية ـ على قِلَّتِها ـ أو لم تصِح، فإنَّ مصدَر عِلْمِهِنَّ هو والدهنَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وقد تميَّزَتْ فاطمةُ عن أخواتها بملازمة والدِها - صلى الله عليه وسلم - إلى وفاتِه، وذهابِه معه في حجة الوداع، وقُربِ مَسكَنِها من بيت عائشة - رضي الله عنهما -.

قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (سورة آل عمران، آية ١٦٤)

وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (سورة الجمعة، ... آية ٢)

ولا شكَّ أنَّ بناتِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأزواجَه أولى الناس استفادةً مِن تعليمِه وتزكيتِه، وكان بهنَّ حريصاً شفيقاً، وبأمَّتِه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>