الميراث، كما خَفِيَ على أزواجِ النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أخبرتْهُنَّ عائشةُ بذلك، ووَافَقْنَها عليه.
وليس يُظَنُّ بفاطمة - رضي الله عنها - أنها اتَّهمَت الصديق - رضي الله عنه - فيما أخبرها به، حاشاها وحاشاه من ذلك، كيف وقد وَافَقَهُ على رواية هذا الحديث: ... عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، والعباس بن ... عبد المطلب، وعبدالرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيداللَّه، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وأبو هريرة، وعائشة؟ ! - رضي الله عنهم - أجمعين، كما سنبينه قريباً.
ولو تفرَّد بروايته الصديق - رضي الله عنه -؛ لوجب على جميع أهل الأرض قبول روايته، والانقياد له في ذلك. (١)
وإن كان غضبُها لأجل ما سألَتِ الصديقَ ــ إذْ كانت هذه الأراضي صدقةً لا ميراثاً ــ أن يكون زوجُها ينظرُ فيها، فقد اعتذر بما حاصله أنه لما كان خليفةَ رسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فهو يرى أنَّ فرضاً عليه أن يعملَ بما كان يعملُه رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، ويَلِيَ ما كان يليه رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، ولهذا قال: «وإني واللَّهِ لا أدعُ أمراً كان يصنعُه فيه ...
(١) حديث لا نورث، مروي أيضاً في كتب الرافضة كما في «الأصول من الكافي» (١/ ٣٢ ـ ٣٤)، أفاده: الشيخ: إحسان إلهي ظهير في كتابه: «الشيعة وأهل البيت» (ص ٨٧).