للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - إلا صنعته». قال: فهجرته فاطمة، فلم تُكلِّمه حتى ماتت.

وهذا الهجران ـ والحالة هذه ـ فَتَحَ على فِرقة الرافضة شرَّاً عرِيضَاً، وجَهْلاً طويلاً، وأدخلوا أنفسهم بسببه فيما لا يعنيهم، ولو تفهَّموا الأمور على ما هي عليه؛ لعرفوا للصديق فضلَه، وقبلوا منه عذرَه الذي يجبُ على كُلِّ أحدٍ قبوله، ولكنهم طائفةٌ مخْذُولَةٌ، وفِرقَةٌ مَرذُولَةٌ، يتمسَّكُون بالمتشابه، ويتركون الأمور المحكمةَ المقرَّرَة عند أئمةِ الإسلام، من الصحابة والتابعين فمَن بعدهم مِن العلماء المعتبرين في سائر الأعصار والأمصار، - رضي الله عنهم - وأرضاهم أجمعين). انتهى (١)


(١) «البداية والنهاية» (٨/ ١٨٩).
وانظر: «التوضيح لشرح الجامع الصحيح» لابن الملقن (١٨/ ٣٧٢).
وذكر رشيد الكنكوهي الحنفي الهندي (ت ١٣٢٣ هـ) في «لامع الدراري على صحيح البخاري» (٧/ ٢٩٠) ـ ط. الإمدادية ـ ما خلاصته: أن الغضب من فاطمة إنما هو ظن من الراوي، وفاطمة نادمة فيما بدرت إليه، وأما عدم كلامها مع أبي بكر، فلأجل ندمها عما بدر منها من السؤال عن الميراث! ! أو عدم الكلام معه في الميراث مرة أخرى، ... أو غضبت على نفسها لأنها طلبت من الخليفة شيئاً من الدنيا.
قلت: وهذا اجتهاد من الكنكوهي لم أجد أحداً قال به، وهو بعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>