للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[خلاصة ما قيل في هجر فاطمة - رضي الله عنها -]

الرواية في الصحيحين: «فهجرته، فلم تكلمه حتى توفيت»، وفي خارج الصحيحين: «فلم تكلمه في ذلك» وأخرى: «في ذلك المال»، ولا تعارض بينها، فهي لم تكلمه في ذلك المال الميراث، ولا غيره.

واختار معنى الرواية الثالثة شيخ الترمذي وقيَّد بها معنى الهجر، وتعقبه الشاشي بأن الغضب دليل امتناع الكلام جملة، وهو دليل الهجر الصريح، ثم تعقبَ الصنعانيُّ الشاشيَ ـ وسبق الجواب عنه ـ.

وكذا اختار معنى الرواية الثالثة: ابن هبيرة، وأما القرطبي فيميل إلى أنها لم تلتق به بعد الطلب، لشغلها بمصيبتها بفقد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولملازمتها بيتها، فعبَّر الراوي عن ذلك بالهجر!

ويرى ابنُ الملقن أنَّ المراد الانقباض وعدم المواصلة، وليس هذا من الهجر المحرَّم، وذكر ما أورده القرطبي قبله، وزاد عليه بأنها قد وجدت عليه، وليس ثَمَّ شحناء وعداوة.

وعرض ابنُ حجر ما ذكرَه ابنُ الملقن، لكنه أعرض عن ذكر ما أورده القرطبي وابن الملقن بأن الراوي قد فَهِم الهجر مما حصل.

وجاء الصنعاني فأثبت وجود الغضب، ونفى الهجر، لأنه لا يتأتى حصوله مع كونهما أجنبين، ويُخَطِّئ عائشة - رضي الله عنها - في فهمها للحالة بينهما ... ـ وسبق الجواب عن ذلك ـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>