للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«والحنان على الصغرى من الذرية بعد فراق الأمِّ، والذُّرِّيةِ كلِّها بالموتِ أو بالرِّحْلَةِ، وفِراق البلَدِ الذي نشَأَتْ فيه؛ حَنَانٌ لَعَمْرُ الحقِّ صَابِرٌ حَزِينٌ.

ولقَدْ نَعِمَتْ فاطمةُ بهذا الحنَانِ مِن قَلْبَينِ كَبيرَيْنِ: حَنَانٌ أحرَى به أنْ يُعلِّمَ الوَقَارَ، ولا يُعلِّم الخِفَّة والمرَحَ والانطِلَاقَ». (١)

المسألة الثانية: احتفاؤه بها، ورد في هذا المبحث:

حديث عائشة في قوله - صلى الله عليه وسلم - لها: مرحباً، وأجلَسها بجواره، وفي «السنن»: إذا دخلَتْ عليه قامَ إليها وقبَّلها وأجلَسَها في مجلسِه، وهي تفعل مثلَه إذا قَدِم عليها - صلى الله عليه وسلم -.

وحديث ثوبان: إذا سافر كان آخر العهد .... وأول مَن يدخلُ عليه إذا قدِمَ فاطمة، ثم أزواجه ـ وهو حديث ضعيف ـ، وشواهده ضعيفة أيضاً، وفي بعضِها أنه قدِم من تبوك، وأحسَنُها مرسلُ عكرمة: إذا قَدِم من مغازيه، وفي رواية من سَفَر: قبَّل فاطمة.

وهذا المرسل ضعيف، وفي متنه نكارة، كيف يخص ابنته من بين بناته؟ !

فإن كان هذا بعد غزوة تبوك، فكيف يقال: إذا قَدِم من سفَر أو غزوة،


(١) «فاطمة الزهراء والفاطميون» لعباس العقاد (ص ٢٥) ـ بتصرف ـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>