مَنْ دَخَلَ في الإيمان والإسلام، ولا يلزَمُ مِن الدعاءِ لِلمؤمنينَ عُمُومَاً، ولَا لِأهلِ البيتِ عُمُوماً، أنْ يكونَ كُلٌّ مِنهُمْ بَرَّاً تَقِيَّاً، بَل الدُّعاءُ لهم؛ طَلَبَاً لإحسان الله تعالى إليهم، وتَفضُّلِهِ عليهم؛ وفَضلُ الله ـ سبحانَهُ ـ وَإِحسَانُهُ يُطلَبُ لِكُلِّ أَحَدٍ، لِكنْ يُقالُ: إنَّ هذا حَقٌّ لِآلِ محمَّدٍ أَمَرَ الله بِهِ.
ولا ريبَ أنَّ لآلِ محمد - صلى الله عليه وسلم - حقَّاً على الأمة، لا يَشرَكُهُم فيه غيرُهم، ويستحقون من زيادةِ المحبةِ والموالاة مَا لا يستحقُّه سائرُ بُطونِ قريش، كما أنَّ قُريشَاً يستحقُّونَ من المحبة والموالاة ما لا يَستَحِقُّه غيرُ قريشٍ من القبائل، كما أنَّ جِنسَ العربِ يستحِقُّ مِن المحبةِ والموالاةِ ما لا يَستَحِقُّه سائرُ أجناس بني آدم. وهذا على مذهبِ الجمهور الذين يَرونَ فضلَ العَرَبِ على غيرِهم، وفضلَ قُريشٍ على سائرِ العرب، وفضلَ بني هَاشمٍ على سَائر قُريشٍ. وهذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمدَ، وغيرِه). (١)
وقال ابنُ تيميةَ (ت ٧٢٨ هـ) - رحمه الله -: (وأما مَن قتلَ «الحسين»، ... أو أعانَ على قتلِه، أو رَضِي بذلك، فعليه لعنةُ الله والملائكةِ والناسِ أجمعين؛ ... لا يقبلُ الله منه صرفَاً ولا عَدْلاً ...
وذكرَ أن محبة أهل البيت فرضٌ واجبٌ يؤجر عليه، فإنه قد ثبت عندنا في «صحيح مسلم» عن زيد بن أرقم ... ثم ذكر حديث غدير خم، والوصية