للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للإيمانِ، وللقَرابةِ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا يكرهُونَهم أبدَاً ..... فنحنُ نحبُّهم لِقَرَابَتِهِم من رسُولِ الله - عليه الصلاة والسلام -، ولإيمانِهمْ بالله.

فإنْ كفَرُوا؛ فإننا لا نُحِبُّهم، ولَو كانوا مِن أقارِبِ الرسولِ - عليه الصلاة والسلام -؛ فأبو لهبٍ عمُّ الرسولِ - عليه الصلاة والسلام - لا يجوزُ أن نُحبَّه بأي حالٍ من الأحوالِ، بَلْ يجبُ أنْ نكرَهَهُ؛ لِكُفرِهِ ولإيذائِهِ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك أبو طالب؛ يجبُ علينا أن نكرَهَهُ لِكُفْرِهِ، لَكِنْ نُحِبُّ أفعالَهُ التي أسدَاها إلى الرسول - عليه الصلاة والسلام - من الحماية والذبِّ عنه.

فعقيدةُ أهلِ السُّنِّةِ والجماعة بالنسبَةِ لآلِ البيت: أنهم يحبُّونَهُم، ويتولَّونَهُمْ، ويَحفَظُونَ فيهم وصيةَ الرَّسُولِ - صلى الله عليه وسلم - في التذكير بهِم، ولا يُنزِلُونَهُمْ فوقَ مَنزِلَتِهُمْ، بل يتبرؤون ممن يغلُونَ فيهم، حتَّى يُوصِلُوهُم إلى حَدِّ الألُوهِيَّةِ؛ كما فعَلَ عبدُالله بن سَبَأٍ في عَليِّ بنِ أبي طالب حينَ قال له: ... أنتَ الله! والقصةُ مَشهُورَةٌ). (١)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت ٧٢٨ هـ) - رحمه الله -: في حديثه عن الصلاة على آلِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: (فهذه الصلاةُ لجميعِ آلِ محمدٍ لا تختصُّ بصالحِيهم، فَضلاً عن أنْ تختصَّ بمِن هُو مَعصُومٌ، بَلْ تتناوَلُ كُلَّ مَن دخَلَ في آلِ محمد، كما أنَّ الدعاءَ للمؤمنين والمؤمناتِ، والمسلمينَ والمسلماتِ يتناوَلُ كُلَّ


(١) «شرح العقيدة الواسطية» للعثيمين (٢/ ٢٧٣ ـ ٢٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>