وهذا البيتان تناقلتهما كتب السير، والأدب، والفقه! ! ومن العجب أن يقول ابن ناصر الدين في كتابَيْه: «جامع الآثار» (٨/ ١٤١) وفي «سلوة الكئيب بوفاة الحبيب» (ص ١٩٠) مستدلاً بالبيتين: (وأوَّل مَن زار قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ـ فيما أعلم ـ ابنته فاطمة - عليها السلام - ... ثم ذكر الأثر والبيتين، ثم قال: وربما يُفهم من هذا أن فاطمة - عليها السلام - أول من رثا النبي - صلى الله عليه وسلم - عند قبره الشريف)! قلت: ولا يصح ما ذكره - رحمه الله -؛ لبطلان الأثر. هذا، وقد نسب البيتين السرقسطيُّ (ت ٣٠٢ هـ) في «الدلائل» (٣/ ١١٤٣) لبعض المحدَثين. وقال ابن سيد الناس في «عيون الأثر» (٢/ ٤٥١) وكتابه الآخر: «مِنَح المدَح» ... (ص ٣٥٨): (ومما يُنسب لعلي أو فاطمة - رضي الله عنهما -)، وكذا قال الكلاعي في «الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثلاثة الخلفاء» (٢/ ٤٥٢)، فلم يجزِما بنسبتهما لفاطمة. وذكرهما: الفاسي في «شفاء الغرام» للفاسي ـ ط. الكتب العلمية ـ (٢/ ٤٥٠) بإسناد ابن الجوزي. ينظر: «بهجة النفوس والأسرار» لعفيف المرجاني (ت بعد ٧٧٠ هـ) (٢/ ٧٨٩)، وابن الضياء (ت ٨٥٤ هـ) في «تاريخ مكة والمدينة» ـ ط. الكتب العلمية ـ (ص ٣٢١)، وابن ناصر الدين الدمشقي في «جامع الآثار» (٧/ ٥)، و (٨/ ١٤١ ـ ١٤٢)، و «سلوة الكئيب بوفاة الحبيب» له أيضاً (ص ١٦٢)، والصفوري في «نزهة المجالس» (٢/ ١٣١)، =