قال الذهبي - رحمه الله - في «السير»: وكان موثقاً نبيلاً بليغاً شاعراً. وقال في «تاريخ الإسلام»: وكان أديب الأندلس وفصيحها، مدح ملوك الأندلس، وكان صدوقا ثقة، متصوناً، ديِّناً، رئيساً .... وله قصائد زهديات نظمها في آخر أيامه). ... وذكرَ ابنُ كثير - رحمه الله - في «البداية والنهاية» ــ ط. دار ابن كثير ــ: (أن صاحبَ الْعِقْدِ كَانَ فِيهِ تشيُّعٌ شنِيعٌ، ومغالاةٌ في أهل البيت، وربما لا يفهمُ أحدٌ من كلامِه ما فيه من التشيع، وقد اغْتَرَّ به شيخُنا الذهبيُّ فمدحَهُ بالحفظِ وغيره). وفي ـ ط. هجر ـ: (أن صاحب العقد كان فيه تشيع شنيع، وربما لا يفهمه كلُّ أحد، وقد اغتر به شيخنا الذهبي فمدحه بالحفظ وغيره، ولم يفهم تشيعه. واللَّه أعلم). هذا، وأشار العلامة: محمود شاكر - رحمه الله - إلى كتاب مفرد بعنوان: «ابن عبدربه وعقده» لجبرائيل سليمان جبور، أديب في جامعة بيروت الأمريكية، طبع سنة ١٩٣٣ م وقد ذكر فيه دلائل على تشيع ابن عبدربه، فتعقبه العلامة: محمود شاكر، وبين له أنه لايصح من ذلك شئ يحتج به على تشيعه.
قلت: مسألة تشيع ابن عبدربه، تحتاج لبحث وتحرير. فائدة: الصحيح في عنوان الكتاب «العِقْد»، وكلمة: «الفريد» زيادة فيه. ولد سنة (٢٤٦ هـ)، وتوفي سنة (٣٢٨ هـ) وعمره (٨٢ سنة) - رحمه الله -. ترجمتُه في: «وفيات الأعيان» (١/ ١١٠)، و «سير أعلام النبلاء» (١٥/ ٢٨٣)، «تاريخ الإسلام» (٧/ ٥٤٤)، «البداية والنهاية» ــ ط. دار ابن كثيرـ (١٠/ ٢٣٦)، ... وـ ط. هجر ـ (١٣/ ٢٠٢)، مقالة محمود شاكر في مجلة «المقتطف» مجلد ٨٣، نوفمبر ١٩٣٣ م. ونُشرت في «جمهرة مقالاته» (٢/ ٦٥٧).