للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليٍّ، والرجالُ ضيوفُه، فأيُّ شئٍ على فاطمة من اجتماعهم عندها؟ !

ثم كيف يثني عليها، ويُبيِّن محبتَها ومَعَزَّتَها عنده، ويُهدِّدَها في الحال في كلام واحد قصير متصل؟ ! أيعقل هذا؟ !

فعُمَر - رضي الله عنه - قدَّم بيان المحبة، لِيُبيِّنَ أنَّ التهديدَ لأجل درءِ الخطَر عن المسلمين، خوفاً من الفتنة، فالبيعةُ قائمة، والخلافةُ جارية، والاجتماعُ من جماعةٍ ـ وليس مِن فرد ـ لم يبايعوا وهُم بجوار المسجد، فالخطرُ من عاقبة هذه الاجتماعات: فُرقةٌ وفِتنة، وعمرُ وزيرُ الخليفةِ أبي بكر - رضي الله عنهما - وعضدُه ومستشارُه، وقد عُرِفَ عنه صَلابتُه في دينِ اللَّهِ وشدَّتُه، وأنَّ الشيطان يَفرقُ منه، ومَواقِفُهُ بين يدي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في حرصِه وشِدَّتِهِ وقُوَّتِهِ مَشهُودَةٌ مَعلُومَةٌ مُتَواتِرَةٌ، ولم يُنكَرْ عليه ذلك؛ لما عُرِفَ عنه من القوة في الدِّين والشجاعة، قوةً بدنيةً، وإيمانيةً، وشَخصِيةً (١)،

كما رُوِيَ: «أشدُّ أمتي في ... أمرِ اللَّهِ عُمَر» (٢)، فطِباعُه مختلفةٌ جداً عن أبي بكر وعثمان وعلي وغالب


(١) انظر: «مناقب عمر بن الخطاب» لابن الجوزي (ص ٤٢ ـ ٥٢)، والنسخة المسندة من ... «مناقب عمر» (ص ٢١١ و ٢٦٤ و ٢٦١)، «أخبار عمر وابنه» للطنطاوي (ص ٢٧ وما بعدها)، «دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وسياسته الإدارية» لعبد السلام بن محسن آل عيسى (١/ ٣٠٩)، «عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الخليفة الراشدي العظيم» لعبدالستار الشيخ (ص ٩٨١) ..
(٢) أخرجه: أحمد في «مسنده» (٢٠/ ٢٥٢) رقم (١٢٩٠٤)، والترمذي في «جامعه» رقم ... (٣٧٩١)، وابن ماجه في «سننه» رقم (١٥٤)، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» ... (٣/ ٢٩١) ومن طريقه: [ابن الجوزي في «مناقب عمر» ـ النسخة المسندة ـ ... (ص ٢١١)]، والبلاذري في «أنساب الأشراف» (١٠/ ٣٤١)، وغيرهم من طريق أبي قلابة، عن أنس يرفعه.
والصواب في الحديث أنه مرسل، انظر: «العلل» للدراقطني (١٢/ ٢٤٨) رقم ... (٢٦٧٦)، «فتح الباري» لابن حجر (٧/ ٩٣)، «أنيس الساري في تخريج أحاديث فتح الباري» للبصارة (١/ ٤٩٤) رقم (٣٤٣). ...
وانظر: التخريج في حاشية «مسند أحمد»، و «السلسلة الصحيحة» للألباني (٣/ ٢٢٣) رقم (١٢٢٤)، «المسند المصنف المعلل» (٣/ ٤٣٥) رقم (١٦١٠).
وللشيخ: مشهور بن حسن سلمان كتابٌ مطبوعٌ بعنوان: «دراسة حديث: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ... ».

<<  <  ج: ص:  >  >>