عن عبدالله بن الحارث، قال: مكثَتْ فاطمة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة أشهر، وهي تَذُوب.
قيل: وما ضحكت بعده أبداً، وقيل: وما رُئيت ضاحكة إلا تبسماً حتى ماتت، وامتروا بطرف فيها، ويُروى أنها تبسمت قُبيل وفاتها عندما قيل لها عن النعش الذي يُصنع في الحبشة.
قال ابن كثير - رحمه الله -: (ويقال: إنها لم تضحك في مدة بقائها بعده - عليه الصلاة والسلام -، وإنها كادت تذوب مِن حُزنِها عليه، وشوقِها إليه).
قال القسطلاني - رحمه الله - في حالها: ما ضحِكت، وحُقَّ لها ذلك.
وسيأتي مبحث خاص في هذا الموضوع، وهو في الباب الأول: الفصل الأول: المبحث السادس.
٢٨. وصيتها.
ذكر أهلُ التاريخ الأوَّلُون أنها أوصت علياً أن يتزوج بعدها ابنةَ أختها زينب: أمامة بنت أبي العاص - رضي الله عنها -.
وأوصت أن تُدفَن ليلاً، قيل: حِرصاً منها على الستر.
ورُوي أنها اغتسلَتْ، ولبِسَتْ أكفانها، وأوْصَتْ ألا تُغسَّل. وهذا باطل لا يصح.