والحمدُ للهِ الذي أذهبَ عن الحرمين الشركَ ومظاهره ــ في القرون المتأخرة ـ على يد الحكومة السُّنِّية السَّنِيَّة القويمة «المملكة العربية السعودية»، أدامها اللَّهُ عزاً للإسلام والمسلمين، وقياماً بنهج أهل السنة والجماعة، مقتفين آثار السلف الصالح من آل البيت والصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان. والحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ.
تنبيه: لم تقتصر حَسَناتُ الدولة السعودية ـ حفظها اللَّه ورعاها ـ على هدم القِباب، فقد قامت بما يعجز المرءُ عن وصفه: بعمارة الحرمين، وتوسعتهما، والإحسان فيهما، والعناية البالغة بأمن الحجاج والزائرين، وإذا قرأتَ التاريخ الغابر والقريب تجدُ صوراً محزنة في فترات متعددة حصلت فيها موبقات من النهب والسرقة والقتل، حتى حصل أيام الحج في مكة خوف شديد، فقد حدثنا التاريخُ عن سَنَةٍ لم يقف الحجيج بعرفة، وسَنَةٍ لم يستطيعوا رمي الجمار، وسَنَةٍ لم يبيتوا بمزدلفة، إضافة إلى أخذ الضرائب عليهم ... إلخ (١)
نقل الشيخ: صديق حسن خان القنوجي الهندي ... (ت ١٣٠٧ هـ) - رحمه الله - أقوال العلماء في الهجرة من البلاد التي لا يستطيع
(١) انظر: «التشيع السياسي في الحجاز من القرن الرابع حتى القرن السابع الهجري» د. أحمد النادي، و «أمن الحج قبل العهد السعودي» لسعد بن عودة الردادي.