٢٦. طلبها الميراث وعلاقتها بالشيخين أبي بكر ... وعمر - رضي الله عنهما -.
لم تكُن فاطمة - رضي الله عنها - تَعلَمُ ـ كما بقية أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عدا عائشة ـ أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يُورث، فجاءت تطلبُ ميراثها من أبي بكر، فأخبرَها بالسُّنَّة في ذلك، فصدَّقت، ولم تُناقشْهُ في ذلك، ولم تَعُدْ تطلب الميراث منه مرةً ثانية.
قال الذهبي (ت ٧٤٨ هـ) - رحمه الله -: (ولما توفي أبوها - صلى الله عليه وسلم -، تعلَّقَتْ آمالها بميراثه، وجاءتْ تطلب ذلك من أبي بكر الصديق، فحدثها: أنه سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:«لا نورث، ما تركنا، صدقة». فوَجَدَتْ عَليه، ثم تعَلَّلَتْ .... ثم ذكر الذهبي مراضاة أبي بكر لها في مرضها - رضي الله عنهما -). (١)
كان الشيخان أبو بكر وعمر، والصحابة كلُّهم - رضي الله عنهم -، والمسلمون أهل السنة والجماعة يحبون آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - محبة شرعية، ويعرفون لهم حقوقهم، وكان بين الصحابة وآل البيت ألفة وحميمية ومصاهرة لم ينكرها إلا مكابر معاند.