(٢) مما يدل عليه: ما ذكره السمهودي (ت ٩١١ هـ) - رحمه الله - في «وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى» (٣/ ٩١٧): (وينبغي أن يسلم زائرهما على مَن قدمنا ذكر دفنه عندهما في قبر فاطمة والحسن - رضي الله عنهما -، وهناك قبور كثيرة لأمراء المدينة وأقاربهم من الأشراف يدفنون بهذا المشهد. وفي غربيِّه قبر ابن أبي الهيجاء وزير العبيديين، عليه بناء، وقبر آخر يُعرف بابن أبي النصر عليه بناءٌ أيضاً. وفي شرقي المشهد بعيداً منه حظيرتان، في إحداهما: الأمير جوبان صاحب المدرسة الجوبانية، وفي الآخرى: بعض الأعيان ممن نقل إلى المدينة، وإنما نبَّهتُ على ذلك خوفاً من الالتباس على طول الزمان). وقد نقله مختصراً ابنُ حجر الهيتمي (ت ٩٧٤ هـ) في «حاشيته على شرح الإيضاح في المناسك للنووي» (ص ٥٠٣). وانظر: «من نفحات الحرم» للطنطاوي (ص ٢٠٤)
قلت: فكيف يخلو المكان في بقيع الغرقد مجاوراً لقبور آل البيت والصحابة، ليُدفن فيه مَن ذُكر بعدهم بقرون عديدة؟ ! ويتتابع دفن أمراء المدينة وأقاربهم بجوار قبور آل البيت؟ ! هذا مما يؤكد تكرار الدفن في البقيع، وأنها طِباق متتالية، فالظاهر لكَ من القبور الآن ليست هي القبور في القرون الأولى ـ واللَّهُ أعلم ـ.