وإليك خلاصة ما ذكره الشيخ: منصور السلامة ـ بعد التصرف والزيادة والتعليق عليه ـ
إنَّ مقبرة البقيع هي مقبرة المدينة منذ زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى يومنا هذا، ولايمكن الجزم بصحة نسبة القبور إلى أصحابها المشار إليهم: كقبر فاطمة، وابنيها، والعباس، وأمهات المؤمنين و ..... ؛ لأنَّ الإسلامَ نهى عن: رفع القبر، وتجصيصه، والبناء عليه، والكتابة عليه؛ وقد امتثَلَ السلفُ الصالح في القرون الثلاثة الأولى هذا الأمر النبوي العظيم، قولاً وعملاً، ولم يكونوا يبالغون في تعظيمها، ويقيمون عندها الاحتفالات، وقراءة القرآن، ويعكفون عندها، إلى غير ذلك من البدع المنتشرة عند القبور في الأزمان المتأخرة عن الصحابة - رضي الله عنهم -، وكان السلفُ في غاية الحرص على سد الذرائع الموصلة إلى الشرك، والقبورُ بابٌ عظيمٌ من أبواب الشيطان لِصَدِّ الناس عن دينهم.
والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لم يُعلِم الصحابةَ بقبور الأنبياء، فليس في الشريعة اهتمام وتعظيم لقبور الأنبياء والصالحين.
وفي «عمدة الأخبار في مدينة المختار» لأحمد بن عبدالحميد العباسي ... (ص ١٢٧) بعد أن ذكر مجموعة من قبور الصحابة وآل البيت والتابعين في البقيع قال: (غير أن غالبَهم لا يُعرف عينُ قبره، ولا جِهته؛ لاجتنابِ السلفِ البناء والكتابة على القبور مع طول الزمن).