فيكون عمرها عند الهجرة ـ بناء على القول الأول ـ: ثمان سنين، وعند الزواج ... ـ البناء بها ـ: تسع سنين وقيل: عشر سنين، وتوفيت ولها ثمان عشرة سنة، وخمسة وسبعون يوماً. وبناء على القول الثاني: عمرها عند الهجرة: إحدى عشرة سنة، وعند الزواج ـ البناء بها ـ: ثنتا عشرة سنة أو ثلاث عشرة سنة، وتوفيت ولها: إحدى وعشرون سنة وخمسة وسبعون يوماً. وفي «الوافي» للكاشاني: قال علي بن الحسين: لم يُولَد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خديجة على فطرة الإسلام إلا فاطمة! !
قلت: وكل هذه أقوال بلا إسناد، وتخرصات تفتقد العلمية والمصداقية، وقد حرصوا أن يميزوا فاطمة من بين سائر أخواتها بولادتها بعد النبوة، كما حرص قلة منهم على ادِّعاء أنه ليس للنبي - صلى الله عليه وسلم - إلا فاطمة، والبقية لسن بناته بل ربائبه! ! فالعاطفة عندهم هي التي تولِّد الأقوال وتفصِّلُها حسب الرغبة، مُراعِيةً مخالفة أهل السنة والجماعة في اختياراتهم كلها. وذكَرَتْ الرافضة: أن دعوى أهل السنة والجماعة بأنها وُلِدَتْ قبل المبعث بخمس سنين، له غايات وأهداف للنيل من فاطمة وآل البيت، ولينسفوا الأحاديث التي فيها أن نطفتها انعقدت من ثمار الجنة، في الإسراء، وغيره. وليُثبِتوا أن فاطمة مزهوداً فيها ولم يخطبها أحدٌ إلا بعد أن بلَغَتْ ثمان عشرة سنة. قالوا: لذا أهل السنة والجماعة هم سبب تهجم المستشرقين على فاطمة ووصفها بعدم الجمال وتأخرها في الزواج! ! =