لم يختلف العلماء أن فاطمة - رضي الله عنها - توفيت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن وفاتها في سنة إحدى عشرة.
قال ابن حجر في «فتح الباري»(٨/ ١٣٦): (اتفقوا على أنَّ فاطمة - عليها السلام - كانت أول مَن ماتَ مِن أهل بيتِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بعدَه حتَّى مِن أزواجِه).
لكنهم اختلفوا في تحديد وقت الوفاة.
وغالب المروي في المسألة مراسيل ضعيفة، عدا الثابت الموصول عن عائشة - رضي الله عنها -.
وأقل ما قيل: بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بخمسة وسبعين يوماً، وأبعد وقت قيل: ثمانية أشهر.
ومجموع الأقوال تسعة، بيانها كما يلي:
القول الأول: توفيت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بستة أشهر.
قالت به: أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - في حديثها المخرَّج في الصحيحين، فيما رواه: الزهري، عن عروة، عنها.
وهذا أصح الأقوال، كما قال: الحاكم، والبيهقي، والبُرِّي، وعبدالغني