للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسألة الحادية عشرة: ما قيل في بيعة علي وآل هاشم أبا بكر ــ اختصاراً ــ مما يستفاد منه في علاقة فاطمة بأبي بكر - رضي الله عنهم -.

في المسألة قولان:

١. لم يبايع عليٌّ أبا بكر إلا بعد وفاة فاطمة، كما ورد صريحاً في حديث عائشة في «الصحيحين»، حتى وإنْ قيل بزيادة وإدراج الزهري في رواية معمر المخرجة في «مصنف عبدالرزاق» ـ كماسبق ـ فإن حديث عائشة فيه ما يدل على عدم المبايعة ـ وسبق بيان ذلك في المسألة السابعة ـ.

٢. أنه بايع مع الناس (١)، ثم انشغل بمرض فاطمة ومراعاة خاطرها


(١) فائدة: ذكر ابن البنَّاء الحنبلي (ت ٤٧١ هـ) في كتابه «الرد على المبتدعة» (ص ٦١٠) آثاراً فيها ثناء علي بن أبي طالب على أبي بكر - رضي الله عنهما -، ثم قال: (وفي هذا إسقاطٌ لقولِ مَن قال: إنَّ عليَّاً والزبيرَ تأخرا عن بيعته).
وانظر: «الأنباء المستطابة في مناقب الصحابة والقرابة» لابن سيد الناس القفطي ... (ص ٢٢٥).
أقول: لا تلازم بين الثناء ومعرفة حق أبي بكر مع البيعة؛ لأن علياً لم ير أنه أحق بالخلافة مِن أبي بكر، أو أنه كان يُنقِص قدر أبي بكر، بل لأمور أخرى أشار إليها كما في حديث عائشة في الصحيحين، وورود الثناء من علي، ليس فيه أنه بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبل وفاة فاطمة - رضي الله عنها - أي قبل مبايعته إياه ـ واللَّهُ أعلم ـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>