ثم حار ليقول: (آمنَ عليٌّ بحقِّه في الخلافة، ولكنه أراده حقاً يطلبه الناسُ ولا يسبقهم إلى طلبه، ولم تمنعْهُ البيعة لغيره أن يعينه بالرأي والسيف، ويصدق العون لأبي بكر وعمر، كأنه في عون رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وهو بقيد الحياة). ويدخل بين ثنايا المدح لمزٌ عجيب، هكذا يسير بين الفريقين، فقال في (ص ٥٩): (وما نعلم من تزكيةٍ لذمة الحاكم في عهد الخليفة الأول! ! أوضحَ بينةً من حُكمِهِ في مسألة ... «فدَك»، فقد كان يكسب برضى فاطمة، ويُرضِي الصحابة برضاها، وما أَخَذَ من ... «فدك» شيئاً لنفسِه فيما ادَّعاه عليه مُدَّعٍ، وإنما هو الحرجُ في ذمة الحكم بلغ أقصاه بهذه القضية بين الخصوم الصادقين المُصَدَّقِين رضوان اللَّه عليهم أجمعين). وفي (ص ٤٧) أورد خطب فاطمة المكذوبة عليها، التي تضمنت الطعن في أبي بكر والصحابة - رضي الله عنهم -، والإساءة إليها في موقفها أمام الرجال، وإنشادها الأشعار أمام قبر أبيها - صلى الله عليه وسلم -، ثم أشار إلى الخلاف في ثبوت هذه الأشعار، ولم ينف الخُطَب! ! وانظر ما كُتب عن العقاد في التمهيد: المبحث الأول: الدراسات السابقة.