لا خلاف عند أهل العلم بأن أولاد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسباطه: أولاد: فاطمة، وزينب، - رضي الله عنهم - من آل بيتِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بل من أخصهم.
وقد بوَّب ابن حبان في «صحيحه»(١٥/ ٤٣٢) على حديث واثلة - رضي الله عنه - بقوله:(ذكر الخبر المصرِّح بأن هؤلاء الأربع الذي تقدم ذكرنا لهم أهل بيت المصطفى - صلى الله عليه وسلم -).
وسبق في «التمهيد»: المبحث الثالث، بيان معنى آل البيت.
والمراد هنا في هذا المبحث تحديد معنى أهل البيت المذكورين في آية التطهير:
قال ابن الجوزي - رحمه الله -: (وفي المراد بأهل البيت ها هنا ثلاثة أقوال:
أحدها: أنهم نساءُ رسولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، لأنهنَّ في بيته، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس، وبه قال: عكرمة، وابن السائب، ومقاتل.
ويؤكِّد هذا القولَ أن ما قبله وبعده متعلِّق بأزواج رسولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -.
وعلى أرباب هذا القول اعتراض، وهو: أن جمع المؤنَّث بالنون، فكيف قيل:«عنكم»«ويطهركم»؟ فالجواب: أنَّ رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فيهنَّ، فغلَّبَ المذكَّر.