للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (إنما يفضلُ الإنسانُ بإيمانه وتقواه؛ لا بآبائه؛ ولو كانوا من بني هاشم أهلِ بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنَّ اللَّهَ خلقَ الجنة لمن أطاعه وإنْ كان عبداً حبشياً، وخلقَ النار لمن عصاه ولو كان شريفاً قُرشياً، وقد قال اللَّه تعالى: ... {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (سورة الحجرات، آية (١٣)).

وفي «السنن» عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا فضلَ لعَربيٍّ على عجَميٍّ، ولا لعجَمِيٍّ عَلى عَرَبيٍّ، ولا لأسوَدَ على أبيَضَ، ولا لأبيَضَ علَى أسَوَدَ، إلا بالتقوَى. الناسُ مِن آدَم، وآدَمُ مِن تُرَاب».

وفي «الصحيحين» عنه أنه قال لقبيلة قريبة منه: «إنَّ آل أبي فلان ليسوا بأوليائي؛ إنما وليي اللَّه وصالح المؤمنين». فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّ موالاته ليست بالقَرابة والنسَب؛ بل بالإيمان والتقوى). (١)

وقال ابن تيمية ـ أيضاً ـ: ( ... وإذا كان كذلك فأولياؤه المتقون بينه وبينهم قرابة الدين والإيمان والتقوى. وهذه القرابة الدينية أعظم من القرابة الطينية، والقُرب بين القلوب والأرواح أعظم من القرب بين الأبدان؛ ولهذا كان أفضل الخلق أولياؤه المتقون، وأما أقاربُه ففيهم المؤمن والكافر، والبر


(١) «مجموع الفتاوى» (٢٨/ ٥٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>