وكذا كانت معه في حجة الوداع (١٠ هـ) - رضي الله عنها -.
ومما ساعدها في ملازمتها: أنها آخر أخواتها زواجاً، وبيتها بعد زواجها كان ملاصقاً بيتَ والدها - صلى الله عليه وسلم - = بيت عائشة - رضي الله عنهما -
وقد بقيت معه حياتَه كلها، بخلاف بقية بناته، فقد متن في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقد حفظت لأبيها السِّرَّ الذي استودعها إياه، فلم تُخبِرْ به أحداً، مع تشوُّفِ نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى معرفته، وكُنَّ حاضرات كلُّهُنَّ وقتَ الإسرار، وشاهدوا أمراً غريباً من بكائها ثم ضحكها في وقت قريب.
١٢. من العلاقة بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبناته.
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوم عليها وعلى بقية أولادِه بالنفقة والعناية والرعاية، وكان عادلاً بل هو إمام العادلين - صلى الله عليه وسلم -.
مع حبه - صلى الله عليه وسلم - لبناته، لم يكن يحابيهن في دين الله، فقد قال: ... «لو أنَّ فاطمةَ بنتَ محمد سَرَقَتْ؛ لَقَطَعْتُ يدَها».
ومع قُرْبِهنَّ الشديد له يقول كما في أول الإسلام في مكة:«يا فاطمةُ بنتَ محمد، سَليني ماشئتِ من مالي، لا أُغني عنكِ مِن الله شيئاً».
كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يحبُّ أولادَه كلَّهم، وكان يحتفي كثيراً بفاطمة - رضي الله عنها - بعد وفاة أخواتها، وتفرُّدِها، ويُكثر من زيارتها في بيتها، وكان يغار