(١) العامري، شيعيٌّ، لم يرو عنه إلا واحد (قيل: توفي سنة ٩٠ هـ)، وليس له ترجمة عند أهل السُّنَّةِ، وقد جهَّلَه الشيعةُ وطعَنُوا في كتابِه، وهو أولُ وأقدمُ مَن ذكر قصة التحريق، يُسمَّى كتابُه بـ «السقيفة» ـ ط. محمد باقر الأنصاري ـ، جاءت فيه القصة مسندة (ص ٣٨٥)، وسنَدُها هو: أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس، قال: كنت عند عبد اللَّه بن عباس في بيته، ومعنا جماعة من شيعة علي - عليه السلام -، فحدَّثَنا فكان فيما حدَّثَنا أنْ قال: وذكر روايةً طويلةً فيها تفصيلٌ للقصةِ المكذوبةِ في اعتداءِ الصحابةِ على بَيتِ فاطمةَ - رضي الله عنها -. وكتابُ سُليم بن قيس هذا كتابٌ مَكذوبٌ، فيه أوَّلُ نصٍّ على تحريف القرآن الكريم، وقد شكَّ في نسبتِه علماءُ الشيعةِ أنفسُهم: يقول ابنُ المطهِّر الحلي في كتاب «الرجال» (ص ٢٠٦): (أبان بن أبي عياش ضعيف جداً، ويَنسبُ أصحابُنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه). انتهى. وجاء في كتاب محمد بن علي الأردبيلي (ت ١١٠١ هـ) «جامع الرواة» (١/ ٩): (أبان بن أبي عياش، فيروز، تابعي ضعيف، ... وزاد في (صه) عن (غض) لا يلتفت إليه، وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه). انتهى. ويقول المامقاني (ت ١٣٥١ هـ) في كتابه «تنقيح المقال» (٢/ ٢٥): (يقول أصحابنا الشيعة وعلماءُ الشيعة أنَّ سليماً لم يُعرف، ويُشَك في أصلِ وجودِه ولم يذكروه بالخير، =