واعتَبِرْ ذلك بالخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم - الذين هُم أعلَمُ الأمَّةِ بأمور رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وسُنَّتِه وأحوالِه, خصوصاً الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - الذي لم يكن يُفَارِقُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حضَراً ولا سفَراً, بل كان يكون معه في غالب الأوقات, حتى إنَّه يسمُر عنده بالليل في أمور المسلمين.
وكذلك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - , فإنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيراً ما كان يقول:«دخلتُ أنا، وأبو بكر، وعُمر»، و «خرجتُ أنا، وأبو بكر، وعُمر).
ثم إنه ــ مع ذلك ـ .... فذكر ابن تيمية بعض المسائل التي خَفِيَتْ على الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم -
ثم قال - رحمه الله -: (وهذا بابٌ واسِعٌ يَبْلُغُ المنقول منه عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عدداً كثيراً جداً.
وأما المنقول منه عن غيرهم، فلا يُمكن الإحاطة به؛ فإنه أُلُوفٌ.
فهؤلاء كانوا أعلم الأمة وأفقهها, وأتقاها وأفضلها, فمن بعدهم أنقص؛ فخفاء بعض السُّنَّةِ عليهم أولى فلا يحتاج إلى بيان.
فمن اعتقد أنَّ كلَّ حَديثٍ صَحيحٍ قد بلَغَ كلَّ واحِدٍ من الأئمة, أو إمَامَاً