الإنسان أن يُظهِر دينَه فيها، قال:(وقيل: البلادُ والبقاعُ تتفاوت في ذلك تَفاوتاً كثِيراً، قال علي القارى ـ ت ١٠١٤ هـ ـ - رحمه الله -: وأما اليوم فإنَّا بحمدِ اللَّه لمْ نجِدْ أعونَ على قَهْرِ النفس، وأجمعَ للقَلْبِ، وأحثَّ على القناعة، وأطردَ للشيطان، وأبعدَ من الفتن وأربطَ للأمر الديني، وأظهرَ له مِن مَكَّةَ ــ حَرَسَهَا اللَّه تعالى ـ.
أقولُ ـ صدِّيق حسن ـ: لولا ما فيها الآن من استطالة أهلِ البدعِ على أهلِ السُّنَّة، وإيثارِ التنْظِيماتِ السلطانية على الأحكام الرحمانية، وظُلْمِ أهلِ المكْسِ على الحجَّاجِ، وعدمِ الانتصافِ مِن أهلِ الاعتسَافِ، والحجْرِ على العَمَلِ بالسُّنَّةِ، والتَّمَسُّكِ بالحقِّ، واللَّه يفعلُ ما يَشاء ويحكُم على ما يريد).
علَّق المطيعي عليه بقوله:(مِن أوَّل «أقول» كلامُ المصنف الذي ينْعَى على الحجازِ ما كان في عَهدِهِ مِن فراهَةِ الشَّرِّ، واستفحالِ أهلِ الحِرَابة، وقُطَّاعِ الطُّرُقِ). (١)
وللشيخ الداعية المؤرخ النجدي ثم الكويتي: عبدالعزيز بن أحمد الرشيد البداح (١٣٠٥ هـ ـ ١٣٥٦ هـ) - رحمه الله - مقالات عديدة عن مشاهدة لواقع أمن الحج قبل العهد السعودي وبعده، وقد تكلَّم في هذا الباب بكلام جميل جداً عن الأمن والعناية بالحجاج والحرمين في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود
(١) «فتح البيان في مقاصد القرآن» لصديق حسن خان (١٠/ ٢١٠).