كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها -

ثالثا: بعد وفاتها وتغسيلها - السمهودي: أوجب عدم العلم بعين قبر فاطمة - رضي الله عنها - وغيرها من السلف، ما كانوا عليه من عدم البناء على القبور وتجصيصها - ج: 3 - ص: 551

قديماً وحديثاً .. إلخ). (١)

وقد حاول بعضُ المتأخرين، منهم: أحمد بن ياسين الخياري الحسني المدني (ت ١٣٨٠ هـ) (٢)، ومحمد إلياس عبدالغني (٣)، وغيرُهما، حاولوا تحديد مَوضع قبور أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وآل بيته، ومن ذلك قبر فاطمة - رضي الله عنها -، لكنه من باب التقريب والظن (٤)، لأنَّ ابنَ عساكر، وابنَ النجَّار ــ وهما في القرن السابع الهجري ــ لم يستطيعا تحديدَ قبرِ فاطمة، وكثيرٍ من الصحابة، واستثنوا ما ذُكر، فكيف بمَن يأتي في القرن الخامس عشر؟ !

---

(١) «وفاء الوفاء» (٣/ ٩٠٦). وانظر: «من نفحات الحرم» للطنطاوي (ص ٢٠٤). ... وفي مسألة المعاداة قارن بِـ «النصب والنواصب» د. بدر العواد (ص ٢٣٦، ٢٩٠، ٣٠٢).
(٢) في كتابه: «تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً وحديثاً» (ص ٣٥٢ ـ ٣٥٣).
(٣) في كتابه «بيوت الصحابة حول المسجد النبوي» (ص ١٧٠، ١٧١).
(٤) وأغربُهم أ. د. عبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ في كتابه «طيبة المدينة النبوية المنورة» ... (ص ٢٠٣ ـ ٢٠٩) فحدد قبور أمهات المؤمنين، وقبور بنات النبي: رقية وأم كلثوم وزينب وفاطمة، وقبور كثير من الصحابة، ورسم لذلك مخططاً. ولم يصب في ذلك كلِّه، ولم يَبنِ على أثَر من عِلم، وتعيين هذا العدد من المحال، وأغرب من ذلك أنه (ص ١٨) صوَّر باب فاطمة شرق الحجرة النبوية! وهو من الكذب. فالعتب عليه أنه على رتبة أكاديمية ويقرر دون بحث وتحرير.