قال العلماء: الأحاديث الواردة التي في ظاهرها دَخَل على صحابي يجب تأويلها، قالوا: ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله، فقول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبِّه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السَبِّ، كأنه يقول: هل امتنعت تورعاً، أو خوفاً، أو غير ذلك؟ فإن كان تورعاً وإجلالاً له عن السَبِّ فأنت مُصيبٌ مُحسنٌ، وإن كان غير ذلك فله جواب آخر.
ولعل سعداً قد كان في طائفة يسبُّون، فلم يَسُبَّ معهم، وعجز عن الإنكار، وأنكر عليهم فسأله هذا السؤال. قالوا: ويُحتمل تأويلاً آخر أنَّ معناه: ما منعك أن تخطِّئَهُ في رأيه واجتهاده، وتُظهِرَ للناس حُسْنَ رأينا واجتهادنا، وأنه أخطأَ).