وأسلَمَتْ حينئذ أمُّهَا خديجة، فلا تتَّصِف بغير الإسلام مع إمعان النظر على التحقيق.
وذكرَ أنَّ عُمرَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حين وُلِدَتْ زينب ثلاثون سنة، وأنَّ رقية وُلِدَت بعد زينب بثلاث سنين، لِثلاثٍ وثلاثين سنةً من مَولِدِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فيكونُ عمُرُها عند البعثة سبعَ سنين.
ووُلِدَتْ أم كلثوم بعد ذلك. وقبل مَولد الزهراء ـ رضوان الله عليهن ـ وكان مَولد فاطمة ـ رضوان الله عليها ـ لخمسٍ وثلاثين من مَولِدِهِ، فيكون عُمُرُها عند البعثةِ خمسَ سنين، وقيل: أقلَّ من ذلك.
وإذا كان كذلك، لم يحتج إلى قول مَن قال: إنَّ بنَاتِهِ - صلى الله عليه وسلم - أسلمنَ، وشَهِدْنَ شهادة الحقِّ، وتابعْنَه على دينِه، وفي عبارة بعضهم: وبايعْنَهُ - صلى الله عليه وسلم -.
والجواب على ذلك: أن الذي قال ما قال، لم يقُلْ: إنَّ بنَاتِهِ - صلى الله عليه وسلم - كنَّ على دين غير دينِه - صلى الله عليه وسلم - ـ ونعوذ بالله ـ، ثم دخَلْنَ في دينِه، وليس هذا معنى كلام مَن حكى المقالة، فإنَّ بناتِه بَضعَةٌ منهُ، مُطهَّراتٌ من الشرك والرجس والنجَس، وهنَّ تابعاتٌ له - صلى الله عليه وسلم -، ولا سيما في الدِّين.
كيف وقد أُوحِيَ إليه وَهُنَّ دون البلوغ، وقد آمنَتْ أمهُنَّ خديجةُ بِهِ - صلى الله عليه وسلم -، وصدَّقَتْهُ، وشَهِدَتْ شهادةَ الحقِّ مِن أول يوم البعثةِ، ولهذا