كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها -

المبحث الخامس: خدمتها لزوجها، وصبرها على ضيق العيش - رضي الله عنهما - عمل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عند اليهودي - ج: 3 - ص: 349

هذا، وثمة أحاديث في المبحث، منها:

عن عمران بن حصين - رضي الله عنه -، قال: كنت عند رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذ أقبلَتْ فاطمة قال: فنظرتُ إليها وقد ذهبَ الدمُ من وجهها، وغلبتْ الصُّفرة على وجهها من شدة الجوع، فنَظَر إليها رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ادْنِي يا فاطمة». فدَنَتْ حتى قامت بين يديه، فوضعَ يَدَه على صَدْرِهَا في مَوضِعِ القِلَادَةِ، وفَرَّجَ بَين أصَابِعِه، ثمَّ قال: «اللَّهم مُشبِعَ الجَاعَةِ، ورَافِعَ الوضَعَة، لاتُجِعْ فاطمةَ بنتَ محمد».

قال عمران: فنظرتُ إليها، وقد غَلَبَ الدَّمُ عَلى الصُّفْرَة في وجهها، كما كانت الصفرة قد غلَبَتْ عَلى الدم.

قال عمران: فلقيتُها بَعْدُ، فسَأَلْتُهَا فقَالَتْ: مَا جِعْتُ بَعْدَهَا يَا عِمْران.

قال البيهقي عقب الحديث: (والأشبه أنه إنما رآها قبل نزول آية الحجاب، واللَّه أعلم). (١)

---

(١) حديث ضعيف.
أخرجه: حماد بن إسحاق في «تركة النبي - صلى الله عليه وسلم -» (ص ٦٣)، والدولابي في ... «الكنى والأسماء» (٣/ ١٠٣٨) رقم (١٨٢٣)، وابن جرير في «تهذيب الآثار» ـ مسند ابن عباس ـ (١/ ٢٨٦) رقم (٤٨١)، والحاكم في «فضائل فاطمة» (ص ٥٩) رقم ... (٥٣)، وعنه: [البيهقي في «دلائل النبوة» (٦/ ١٠٨)]، وإسماعيل الأصبهاني قوَّام السُّنَّة في «دلائل النبوة» (ص ٢٢٩) رقم (٣٣٧) كلُّهم من طريق عَمرو بن حمَّاد بن طلحة القنَّاد.
وأخرجه: الطبراني في «المعجم الأوسط» (٤/ ٢١٠) رقم (٣٩٩٩) من طريق عبداللَّه بن عمر بن أبان.
وأبو نعيم في «دلائل النبوة» (ص ٢٢٩) رقم (٣٣٧) من طريق سعيد بن محمد الوراق.
ثلاثتهم: (عمرو بن حماد القنَّاد، وعبداللَّه بن عمر بن أبان، وسعيد بن محمد الوراق) عن مسهر بن عبدالملك بن سلْع الهمداني، عن عتبة بن حميد أبي معاذ البصري الضبِّي، عن عكرمة، عن عمران بن الحصين - رضي الله عنه -، به.
قال الطبراني عقب الحديث: (لم يرو هذا الحديث عن عكرمة إلا عتبة أبو معاذ، تفرَّد به: مسهر بن عبد الملك، ولا يُروَى عن عمران بن حصين إلا بهذا الإسناد).
وهذا ضعيف، علته: مسهر بن عبدالملك، والرواة عنه فيهم ضعف.
ـ مسهر بن عبدالملك، لين الحديث. «تقريب التهذيب» (ص ٥٦١). وفي «المغني» للذهبي (٢/ ٤٠٦): ليس بالقوي.
ـ عتبة بن حميد، أبو معاذ، صدوق له أوهام. «تقريب التهذيب» (ص ٤١٢).
ـ عمرو بن حمَّاد القناد، صدوق رُمي بالرفض. «تقريب التهذيب» (ص ٤٥٠).
ـ سعيد بن محمد الوراق الثقفي الكوفي، ضعيف. «تقريب التهذيب» (ص ٢٧٤).

ـ عبداللَّه بن عمر بن محمد بن أبان الأموي مولاهم الجعفي، صدوق فيه تشيع. «تقريب التهذيب» (ص ٣٤٩).
والحديث ضعَّفَه الألبانيُّ في «السلسلة الضعيفة» (١٢/ ٣١) رقم (٥٥٢٣).