كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها -

المبحث الخامس: خدمتها لزوجها، وصبرها على ضيق العيش - رضي الله عنهما - عمل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عند اليهودي - ج: 3 - ص: 351

تغدينيه؟ قالت - رضي الله عنها -: لا والذي أكرم أبي بالنبوة، ما عندي شيء أغديكه، ولا كان لنا بعدك شيء منذ يومين طعمة إلا شيء أوثرك به على بطني وعلى ابني هذين ... ثم خروجه ولقياه المقداد، وصلاته مع النبي - صلى الله عليه وسلم - المغرب، فغمزه برجله فثار عليٌّ خلفَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حتى لحقه عند باب المسجد فسلَّم عليه، فرد السلام فقال: يا أبا الحسن هل عندك شيء تعشينا؟ فانفتل إلى الرحل، فأطرق علي - رضي الله عنه - ساعة لا يحير جواباً حياءً من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - .... ثم استضافه، وفي آخر الحديث:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «يا علي، هذا ثواب لدينارك، هذا جزاء دينارك، هذا من عند اللَّهِ: { ... إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (آل عمران، آية ٣٧)، ثُمَّ استعبر النبي - صلى الله عليه وسلم - باكياً، فقال:

«الحمد للهِ الذي هو أبى لكما أن يخرجكما من الدنيا، حتى يجريكَ في المجرى الذي أجرى زكريا، ويجريكِ فيه يا فاطمة بالمثال الذي جرت فيه مريم { ... كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} (آل عمران، آية ٣٧). ... (١)

---

(١) حديث موضوع.
أخرجه: ابن شاهين في «فضائل فاطمة» (ص ٢٥) رقم (١٤)، آفته: أبو هارون العبدي وهو عمارة بن جُوين، شيعي، متروك الحديث، ومنهم من كذَّبه. «تقريب التهذيب» ... (ص ٤٣٩).
وفيه: عطية العوفي، شيعي ضعيف مدلِّس، سبقت ترجمته في الحديث رقم (١٤).
وحسين الأشقر، ضعيف، سبقت ترجمته في الحديث رقم (٣٤).

وفيه أيضاً: قيس بن الربيع، صدوق تغيَّر لما كبُر، وأدخل عليه ابنه ماليس من حديثه، فحدَّث به. «تقريب التهذيب» (ص ٤٨٧).