كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها -

ثالثا: بعد وفاتها وتغسيلها - كتب المؤرخ المسعودي وقول العلماء فيها - ج: 3 - ص: 537

عند وفاة محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (سنة ١٤٨ هـ) قال: ... (وعلى قبورهم في هذا الموضع من البقيع رُخَامة عليها، مكتوبٌ:

بسم اللَّه الرحمن الرحيم، الحمد لله مبيد الأمم، ومحيي الرمم، هذا قبر فاطمة بنت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - سيدة نساء العالمين، وقبر الحسن بن علي بن أبي طالب، وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ومحمد بن علي، وجعفربن محمد - رضي الله عنهم -). (١)

وقد نقله السمهودي، ثم قال: (حين ذكرَ هذا كانَ في ... سنةِ ٣٣٢ هـ). (٢)

---

(١) «مروج الذهب» (٣/ ٢٩٧)، وذكره أيضاً في كتابه الآخر: «التنبيه والإشراف» ... (ص ٢٦٠) ونصَّ فيه على أن الرخامة موجودة إلى وقته ـ أي المسعودي ـ.
قلت: وقد انفرد بهذا الخبر، فلم يذكره مَن سبقه كابن سعد (ت ٢٣٠ هـ) في «الطبقات الكبرى»، ولا ابن شبَّة (ت ٢٦٢ هـ) في «أخبار المدينة» مع حرصهما على الاستيعاب، خاصة الثاني فقد أطال في إيراد ما رُوي عن قبرها، وهذه رخامة ظاهرة، لم يشر إليها أحدٌ من العلماء والمؤرِّخين قط، مع اهتمامهم بنقل تفاصيل أدق، وأقل اهتماماً من هذا، لهذا أرى أن ما نقله لايصح ـ واللَّه أعلم ـ.
(٢) «وفاء الوفاء» (٣/ ٩٠٥).