ورَوَوا في إنارة المشاهد وتعظيمها والدعاء عندها من الأكاذيب ما لم أجِدْ مثله فيما وقفتُ عليه من أكاذيب أهلِ الكتاب؛ حتى صنَّف كبيرُهم ابنُ النعمان كتاباً في «مناسك حج المشاهد» وكذَبوا فيه على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأهلِ بيته أكاذيبَ بدَّلوا بها دينَه وغيَّروا مِلَّتَه، وابتدعوا الشركَ المنافي للتوحيد، فصاروا جامِعِينَ بين الشرك والكذب، كما قرن اللَّهُ بينهما في غير موضع كقوله: { ... وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (٣٠) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} ... الحج: ٣٠ - ٣١). (١)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت ٧٢٨ هـ) - رحمه الله -: (وأوَّلُ مَن وضعَ هذه الأحاديث في السفر لزيارة المشاهد التي على القبور هُم أهلُ البدع مِن الروافض ونحوِهم، الذين يُعطِّلُون المساجد ويُعظِّمونَ المشاهد، يَدَعُون بيوتَ اللَّهِ التي أمرَ أنْ يُذكَرَ فيها اسمُه، ويُعبدَ وحدَه لا شريك له، ويُعظِّمونَ المشاهدَ التي يُشرك فيها، ويُكذَبُ فيها، ويُبتَدَعُ فيها دِيْنٌ لم يُنزِلُ اللَّهُ به سلطانَاً؛ فإنَّ الكتاب والسنة إنما فيهما ذكر المساجد دون المشاهد، كما قال تعالى: ... {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} الأعراف: ٢٩، وقال:{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} الجن: ١٨، وقال: