إلى الكعبة، بل يسبُّون مَن لا يستغني بالحج إليها عن الحج الذي فرَضَهُ اللَّهُ على عبادِه، ومَن لا يستغني بها عن الجمعة والجماعة.
وهذا من جنس دين النصارى والمشركين الذين يُفضِّلون عبادةَ الأوثان على عبادة الرحمن.
وقد ثبت في الصِّحَاح عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«لعن اللَّه اليهود والنصارى اتخذُوا قبور أنبيائهم مساجد».
وقال قبل أن يموت بخمس:«إنَّ مَن كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك». رواه مسلم.
وقال:«إنَّ مِن شرار الناس مَن تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد». رواه الإمام أحمد، وابن حبان في «صحيحه».
وقال:«اللَّهم لا تجعل قبري وثناً يُعبَد، اشتَدَّ غضبُ اللَّهِ على قومٍ اتخذُوا قبور أنبيائهم مساجد». رواه مالك في «الموطأ».
وقد صنَّفَ شيخُهم ابنُ النعمان، المعروف عندهم بالمفيد ـ وهو شيخ الموسوي والطوسي ـ كتاباً سمَّاهُ:«مناسك المشاهد» جعل قبورَ المخلوقين تُحج كما تُحجُّ الكعبة البيتَ الحرام الذي جعله اللَّهُ قياماً للناس، وهو أوَّلُ بيتٍ وُضِعَ للناس، فلا يُطافُ إلا به، ولا يُصلَّى إلا إليه، ولم يأمر اللَّهُ إلا بِحَجِّهِ.
وقد عُلِمَ بالاضطرار مِن دين الإسلام أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأمر