للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن الأدلة على محبتها مطلقاً: حديث عمر - رضي الله عنه -: يافاطمة، واللَّه ما رأيتُ أحداً أحبَّ إلى رسولِ اللَّه منكِ ... الحديث. (١)

ومحبة أسامة بن زيد من بين الموالي، ويحمل قوله: أحب الناس على التبعيض أي من أحب الناس، كما في الرواية الأخرى، ولاشك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب ابنته فاطمة أكثر من رجل آخر، أسامة وغيره.

ومحبته للأنصار من بين القبائل، ومحبته لأبي بكر من بين الرجال مطلقاً.

ولكلٍّ محبةٌ تناسب مكانته، وتناسب العلاقة بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقد يقال بأن الأفضلية الثابتة لأبي بكر - رضي الله عنه - لاتدل على أنه أحب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، فلا تلازم بين الفضل والمحبة، لكن يشكل عليه حديث: «لو كنتُ متخذاً خليلاً مِن أمتي لاتَّخَذْتُ أبا بكر .. » (٢) فالخلة أعلى درجات المحبة. (٣)


(١) سيأتي ـ إن شاء اللَّه ـ في الفصل الثالث، المبحث الثاني: محبة عمر - رضي الله عنه - لها.
(٢) سبق تخريجه (ص ٩٣).
(٣) قال ابن الأثير في «النهاية» (٢/ ٧٢): (الخلة بالضم: الصداقة والمحبة التي تخللت القلب فصارت خلاله: أي في باطنه. والخليل: الصديق، فعيل بمعنى مفاعل، وقد يكون بمعنى مفعول، وإنما قال ذلك لأن خلته كانت مقصورة على حبِّ اللَّه تعالى، فليس فيها لغيره متسع ولا شركة من محاب الدنيا والآخرة. وهذه حال شريفة لا ينالها أحد بكسب واجتهاد، فإن الطباع غالبة، وإنما يخص اللَّه بها من يشاء من عباده مثل سيد المرسلين صلوات اللَّه وسلامه عليه .. ).
قال ابن القيم في «الداء والدواء» ـ ط. المجمع ـ (١/ ٤٤٤): (الخلَّة، وهي تتضمَّنُ كمال المحبة ونهايتَها، بحيث لا يبقى في قلب المُحبِّ سعة لغير محبوبه، وهي مَنصِبٌ لا يقبل المشاركة بوجهٍ ما، وهذا المنصب خَلَصَ للخليلين صلوات اللَّه وسلامه عليهما: إبراهيم ومحمد ... ).
وانظر: «العبودية» لابن تيمية (ص ١١١)، و «مجموع الفتاوى ابن تيمية» (١٠/ ٦٧، ٢٠٣)، و «روضة المحبين» لابن القيم ـ ط. المجمع ـ (ص ٧٦)، وفيه الفرق بين المحبة والخلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>