السلطان الأشرف شعبان بن حسين: هو الثاني والعشرون من ملوك التركِ وأولادِهم بالديار المصرية. ولِد سنة ٧٥٤ هـ.
تولَّى المُلْك يوم الثلاثاء (١٥/ شعبان/ ٧٦٤ هـ)، وعمْرُهُ عشر سنوات. وكان يتولى تدبير المُلك: الأتابك يلبغا العُمري الخاصكي؛ نظراً لصغر سِنِّ الأشرَف شعبان. واستمر يلبغا في التدبير إلى أن ثاروا عليه مماليكه، وقتلوه في (٤/ ٧٦٨ هـ)، وفي قتلِ يلبغا عِبْرةٌ ذكرها ابن تغري في «النجوم الزاهرة». ويلبغا هذا، أثنى عليه في أول أمره السخاوي في «وجيز الكلام» (١/ ١٥٥) وذكر أن تنكر فيما بعد، وساءَ خلقه، وأساءَ إلى الآخرين، وكان سببَ هلاكه، وذكرَ مساوئه. ... توفي الأشرف يوم الاثنين (٥/ ١١/٧٧٨ هـ)، وعمره أربع وعشرون سنة. مُدة مُلْكِه: أربع عشرة سنة، وشهران، وخمسة عشر يوماً، وقيل: وعشرون يوماً، وقيل: وواحد وعشرون يوماً. وقد أجمع مَن ترجم للأشرف على الثناء عليه، وذِكر محاسنِهِ الجمَّة: أثنى عليه ابنُ العراقي (ت ٨٢٦ هـ) بقوله: (وكان فيه إغضاءٌ وحُلْم، وسعة صدر، بطئ الغضب جداً، سريع الرضا، كثير الإنعام على حواشيه، معظِّماً لأهل العلم، يُجالِسُهُم، ويستشيرهم في أموره، ويرجع لرأيهم. ومن حسناته: تبطيل مَكس المغاني. =