للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالضم، يريد أنه كان عاقلاً ضابطا لما يحتمله).

وقال ابن حجر في «الفتح»: (في رواية الزهري عن علي بن حسين عن المسور الماضية في فرض الخمس يخطب الناس على منبره هذا ـ وأنا يومئذ محتلم ـ قال ابن سيد الناس: هذا غلط، والصواب ما وقع عند الإسماعيلي بلفظ كالمحتلم. أخرجه من طريق يحيى بن معين، عن يعقوب بن إبراهيم، بسنده المذكور إلى علي بن الحسين.

قال: والمسور لم يحتلِم في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه وُلِد بعد ابن الزبير، فيكون عمرُه عند وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمان سنين.

قلت: كذا جزم به، وفيه نظر؛ فإنَّ الصحيحَ أنَّ ابنَ الزبير وُلِدَ في السنة الأولى، فيكون عمرُه عند الوفاة النبوية تسعَ سنين، فيجوز أن يكون احتلَم في أول سني الإمكان، أو يُحمَل قولُه: «محتلم» على المبالغة، والمراد التشبيه، فتلتئم الروايتان، وإلا فابنُ ثمانِ سنين لا يُقَال له محتلم، ولا كالمحتلم، إلا أن يريد بالتشبيه أنه كان كالمحتلم في الحذق، والفهم، والحفظ، واللَّه أعلم). (١)

وقال ابن حجر في «تهذيب التهذيب»: (وهو مُشكل المأخذ؛ لأن المؤرخين لم يختلفوا أن مولدَه كان بعد الهجرة، وقصة خطبة علي كانت بعد مَولد المسور بنحو من ست سنين، أو سبع سنين، فكيف يُسَمَّى محتلماً؟ !


(١) «فتح الباري» (٩/ ٣٢٧ ـ ٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>