٨٣. [٢] قال الإمام مسلم - رحمه الله -: : حدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عبَّاد ـ وتقاربا في اللفظ ـ قالا: حدثنا حاتم ـ وهو ابن إسماعيل ـ عن بُكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً - رضي الله عنهم - فقال:
ما منعك أن تسبَّ أبا التراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فلن أسبَّه، لأَنْ تكون لي واحدة منهن أحبَّ إلي من حُمُر النَّعَم، سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول له، خلَّفَه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول اللهِ خلَّفْتَني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أما ترضى أن تكون منِّي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي»؟
وسمعتُه يقول يوم خيبر:«لأعطينَّ الراية رجلاً يحبُّ اللهَ ورسولَه، ويحُّبهُ اللهُ ورسولُه».
قال فتطاولنا لها فقال:«ادعُوا لي عليَّاً» فأُتِيَ به أرمَد، فبَصَقَ في عَينِه، ودَفعَ الرايةَ إليه، ففتحَ اللهُ عليه، ولما نزلت هذه الآية:{فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ}(سورة آل عمران، آية ٦١) دعا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عليَّاً، وفاطمة، وحَسنَاً، وحُسيناً، فقال:«اللَّهم هؤلاء أهلي».
[«صحيح مسلم»، (ص ٩٧٩)، كتاب فضائل الصحابة، حديث رقم (٢٤٠٤)]