فما دعا بِه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لأهل الكساء هُوَ بَعْضُ مَا وَصَفَ بِهِ السابقين الأولين.
والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - دعا لغير أهل الكساء بأن يُصَلِّيَ اللَّهُ عليهم، ودعا لأقوامٍ كثيرين بالجنة والمغفرة، وغير ذلك مما هو أعظم من الدعاء بذلك، ولم يلزم أن يكون مَنْ دعا له بذلك أفضلَ من السابقين الأولين.
ولَكِنَّ أهلَ الكساء لما كان قَدْ أوجب عليهم اجتناب الرجس وفِعلَ التطهير، دعا لهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بأنْ يُعينَهم على فِعْلِ ما أمَرَهُمُ بِه، لِئَلَّا يكونوا مستحقينَ للذمِّ والعقاب، ولينالوا المدح والثواب). (١)
وفي موضع آخر نقل ابن تيمية - رحمه الله - كلام الرافضي المردود عليه: ابن المطهِّر الحُلِّي، وفيه: استدلاله بآية التطهير، وإيراده حديث واثلة، وأم سلمة - رضي الله عنهما -، ثم قول الحلِّي: (وفي هذه الآية دلالةٌ على العصمة، مع التأكيد بلفظة:«إنما»، وإدخال اللام في الخبر، والاختصاص في الخطاب بقوله: ... «أهل البيت»، والتكرير بقوله:«ويُطهِّرَكم» والتأكيد بقوله: «تطهيراً»، وغيرُهم ليس بمعصوم، فتكون الإمامة في عَليٍّ؛ ولأنه ادَّعَاهَا في عِدَّةٍ من أقواله، كقوله: «واللَّه لقد تقمَّصَها ابنُ أبي قحافة، وهو يعلم أن محلِّي منها
(١) «منهاج السنة النبوية» لابن تيمية (٥/ ١٣ ـ ١٥).