كانت فيها، تُسْرعُ مِنها الفَيْئَةُ، قالت: فاستأذَنتْ على رسولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، ورسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مع عائشة في مِرْطِهَا، على الحالة التي دخلَتْ فاطمةُ عليها وهُوَ بِهَا، فأذن لها رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -.
فقالت: يا رسولَ اللَّه إنَّ أزواجَك أرسلنني إليك يسألنكَ العدْلَ في ابنة أبي قُحَافة، قالت: ثم وقعَتْ بِي، فاستطالَتْ عَلَيَّ، وأنَا أرقُبُ رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، وأرقُبُ طَرْفَهُ، هل يأذَن لي فيها، قالت: فلَمْ تبرَحْ زينبُ حتَّى عرفَتُ أنَّ رسولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - لا يكره أن أنتصر.
قالت: فلما وقعتُ بها لم أنشَبْهَا حتى أنحَيْتُ (١) عليها.
قالت: فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: وتبسَّم: «إنَّها ابنةُ أبي بكر».
ــ وحدثنيه محمد بن عبد اللَّه بن قهزاذ، قال: عبداللَّه بن عثمان، حدثنيه عن عبداللَّه بن المبارك، عن يونس، عن الزهري، بهذا الإسناد، مثلَه
(١) قال ابن هشام الأنصاري (ت ٦٤٦ هـ) في «المفصح المفهم والموضح الملهم لمعاني صحيح مسلم» (ص ٢٦٧): (أنحيتُ أي قصدتها وتعمدتها بالقول، وأصل أنحى: قصد ناحية).