للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ــ أيضاً حملُ عائشة طلب فاطمة (١) لما أرادت خادماً، وأتت إلى أبيها - صلى الله عليه وسلم - ولم تجده، فعادت؛ ثم أخبرت عائشةُ النبيَ - صلى الله عليه وسلم - بمَقدَمِها وطلبها، فزارها في بيتها وحدَّثها. (٢)

ونلحظ في الحديث الأول في هذا المبحث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... لم يجب ابنته فاطمة على الطلب المحمول من أم سلمة ومن معها - رضي الله عنهن -، ولم يدخل في ذلك؛ لأن الغيرة ظاهرة، ولاحَقَّ لهن فيما طلبنَ، ويظهر أنه - صلى الله عليه وسلم - خشي على ابنته أن يساكن قلبها شئ من سماعها لحديث الجماعة أم سلمة ومَن معها - رضي الله عنهن -، فصرف ابنته فاطمة عن الموضوع، وبادَرها


(١) قال ابن حجر في «فتح الباري» (١١/ ١٢٤): (قال الطَّيْبي: فيه دلالةٌ على مكانة أم المؤمنين من النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث خصَّتها فاطمة بالسفارة بينها وبين أبيها دون سائر الأزواج).
قلت: ويحتمل أنها لم ترد التخصيص، بل الظاهر أنها قصدت أباها في يوم عائشة في بيتها، فلما لم تجده ذكرتْ حاجتَها لعائشة، ولو اتَّفَق أنه كان يوم غيرها من الأزواج؛ لذكرت لها ذلك.
وقد تقدم أن في بعض طرقه أن أم سلمة ذكرت للنبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك أيضاً، فيُحتمل أن فاطمة لما لم تجده في بيت عائشة مرَّت على بيت أم سلمة فذكرت لها ذلك.
ويُحتمل أن يكون تخصيص هاتين من الأزواج لكون باقيهن كن حزبين، كل حزب يتبع واحدة من هاتين كما تقدم صريحاً في كتاب الهبة). انتهى كلام ابن حجر.
(٢) كما في «الصحيحين»، وقد سبق برقم (٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>