ظهر مما سبق أن أن عبارة الإدراج واضحة من قول الزهري، في عدم مبايعة علي وآل هاشم.
وأشار البيهقي أول كلامه إلى إدراج: مكوث فاطمة ستة أشهر، ثم صرَّح بانقطاع وإدراج قعود علي.
ولفظة مكث فاطمة ستة أشهر، متصلة لم يقل أحد بإدراجها، ولو ورد من قول الزهري، حتى أن البيهقي جزم بإدراج الجملة الثانية: بيعة علي وآل هاشم فقط.
أطلت في هذه المسألة لزيادة بيان ما يرد في رقم (٤) و (٥).
٤. الحديث في «الصحيحين» ـ كما سبق في أول المبحث ـ: ( ... فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، فهجرته فلمْ تكلِّمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها عليٌّ ليلاً، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلَّى عليها، وكان لعلي من الناس وجهٌ حياة فاطمة، فلما توفيت استنكر عليٌّ وجوه الناس، فالتمسَ مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن يبايع تلك الأشهر، فأرسل إلى أبي بكر: أن ائتنا ولا يأتنا أحدٌ معك، كراهية لمحضر عمر ... ).
قال ابن حجر العسقلاني: (وأشار البيهقيُّ إلى أن في قوله: «وعاشت إلخ» إدراجاً، وذلك أنه وقع عند «مسلم» من طريق أخرى، عن الزهري فذكر الحديث وقال في آخره: قلت للزهري: كم عاشت فاطمة بعده؟ قال: