للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المنذر بن مالك بن قطعة، عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري، وفيه فائدة جليلة وهي مبايعة علي بن أبي طالب إما في أول يوم، أو في اليوم الثاني من الوفاة.

وهذا حقٌّ فإنَّ عليَّ بن أبي طالب لم يفارق الصِّدِّيقَ في وقتٍ من الأوقات، ولم ينقطع في صلاة من الصلوات خلفه ....

ثم ذكرَ ابنُ كثير طلبَ فاطمة وعتبها، ثم قال: ولم تُكلِّم الصديق حتى ماتت - رضي الله عنها -، واحتاجَ عليٌّ أن يراعي خاطرَها بعض الشيء، فلما ماتت بعد ستة أشهر من وفاة أبيها - صلى الله عليه وسلم - رأى عليٌّ أن يجدِّدَ البيعةَ مع أبي بكر ... (١)

وذكر مثله في موضع آخر، أنَّ البيعةَ المذكورة بعد وفاة فاطمة إنما هي بيعةٌ ثانية؛ لإزالة ما كان قد وقع مِن وحشة بسبب الكلام في الميراث، ومنعِه إياهم ... (٢)

قال ابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ) - رحمه الله -: (وكأنهم كانوا يعذرونه في التخلُّفِ عن أبي بكر في مدة حياة فاطمة، لشغله بها وتمريضها وتسليتها عما هي فيه من الحزن على أبيها - صلى الله عليه وسلم -؛ ولأنها لما غضبَتْ


(١) «البداية والنهاية» (٨/ ٩٠ ـ ٩٣).
(٢) «البداية والنهاية» (٩/ ٤١٥ ـ ٤١٨ و ٤٩٠). وانظر (١٠/ ٤١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>