وقال ابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة»(٢/ ٦٠): (وأما الأمور الشنيعة المستهجنة التي تذكرها الشيعة من إرساله قنفذ إلى بيت فاطمة، وأنه ضربها بالسوط، فصار في عضدها كالدملج، وبقي أثره إلى أن ماتت، وأنَّ عمر أضغطها بين الباب والجدار، فصاحت: يا أبتاه، ... يارسولَ اللَّهِ، وألقَتْ جنينَها ميتاً، وجعلَ في عُنقِ عليٍّ حبل يُقادُ به، وهو يعتل، وفاطمةُ خلفَهُ تصرخُ، وتُنادي بالويل والثبور، وابنَاه حَسَنُ وحُسَينٌ معهما يبكيان، وأنَّ علياً لما أُحضِرَ سألوه البيعة، فامتنَع، فتهدد بالقتل، فقال: إذاً تقتلون عبدَاللَّهِ وأخا رسُولِه، فقالوا: أما عبدُاللَّه فنعَم، وأما أخو رسُولِه فلا، وأنه طعنَ فيهم في أوجُهِهم بالنفاق، ولتنظر صحيفة الغدر التي اجتمعوا عليها، وأنهم أرادُوا أن ينفروا ناقةَ رسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ليلةَ العقبة، فكلُّهُ لا أصلَ له عند أصحابنا، ولا يُثبته أحدٌ منهم، ولا رواه أحدٌ، ولا نعرفْه، وإنما هو شئٌ تنفردُ الشيعةُ بنقله).