للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن حجر العسقلاني - رحمه الله -: (ثمَّ إنَّ ما لم يحصُل بها مِنَ الانتفاع بالعلم، لم يكن مِنْ تقصيرها، بل لِسُرعة انتقالها بعده - صلى الله عليه وسلم -، وجاز أنَّها لو عاشت مثَلاً، لانتَشَرَ عنها مِن ذلك قدرُ ما انتَشَرَ عن غيرها، واللَّهُ أعلم). (١)

ولم يَروِ أحدٌ من أولادِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - عنه غيرُ فاطمة ـ فيما وصل إلينا من الأحاديث ـ. وسيأتي مزيد بيان في مقدمة الباب الثالث.

هذا، وقد ذكر ابنُ حزم - رحمه الله - أصحاب الفتيا من الصحابة - رضي الله عنهم -، على طبقات ثلاث: المكثرين من الفتيا، ثم المتوسطين، ثم قال: ... (والباقون منهم مُقِلُّون في الفتيا، لا يُروى عن الواحدِ منهم إلا المسألةُ والمسألتان، والزيادة اليسيرة على ذلك؛ يُمكن أن يُجمع من فتيا جميعِهم جزءٌ صغير فقط، بعد التقصِّي والبحث، ... ثم ذكرَهم، ومنهم: ( ... وسيدة نساء العالمين فاطمة بنت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -).

وقد نقل ذلك عنه ابنُ القيم - رحمه الله -. (٢)


(١) «الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر» للسخاوي (٢/ ٩٣٣).
(٢) «الإحكام في أصول الأحكام» لابن حزم (٥/ ٩٣ ـ ٩٤)، «أصحاب الفتيا من الصحابة، ومن بعدهم على مراتبهم في كثرة الفتيا» لابن حزم ـ طبعة ملحقة بكتاب: «جوامع السيرة» لابن حزم ـ تحقيق إحسان عباس ـ (ص ٣٢١)، «إعلام الموقعين عن رب العالمين» لابن القيم (٢/ ١٩ ـ ٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>