للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غَيرِهِم مِنَ المسلِمِين. (١)

فَوقَعَ ذَلكَ، ولَبِسَ الأشرافُ العلائمَ الخُضْرَ، التي هِيَ الآنَ مُستَمِرَّةٌ عَلَى رُؤوسِهِم .... وذكر بعض المقطوعات الشعرية في هذا، ثم قال:

قلتُ: وبِهَذهِ الفَعْلَةِ يَدُلُّ عَلى حُسْنِ اعتِقَادِ الملِكِ الأشْرَفِ المذكور في آلِ بَيتِ النُّبُوَّةِ، وتَعظِيمِهِ لهم؛ ولقَدْ أحدَثَ شَيئاً كانَ الدَّهْرُ محتَاجَاً إليهِ، ولَا ألهَمَ اللهُ تعالى الملوكَ ذلكَ مِن قَبْلِهِ (٢)؛ ولله دَرُّ القَائِلِ: «كمْ تَرَكَ الأوَّلُ لِلآخِرِ»؟ ! ). انتهى (٣)

قال السخاوي (ت ٩٠٢ هـ) - رحمه الله -: (والأشرفُ هو: شعبان بن حسين بن الناصر محمد قلاوون.

ويُقال في سبب كونها خضراء: أنَّ المأمون أرادَ أن يجعلَ الخلافةَ في بني


(١) هذا هو الصحيح في السبب الداعي لأمر الملك شعبان، أما ما ذكرَهُ المؤرِّخ التونسي: ابنُ الخوجه (ت ١٣٦٣ هـ) أن الآمر هو يَلبغا، والقصد من ذلك استمالة الأشراف والعامة لِلمَلِكِ، نظراً للاضطرابات السياسية؛ فليس صحيحاً ـ كما سيأتي بيانه في نهاية هذه المسألة ـ.
(٢) الأمر أهون بكثير مما وصَف، ولا يُعَدُّ مِن المفاخر، فَلَيْسَ مِن هَدْيِ المسلمين تميز طائفة عن غيرهم بلباس، ولو كان خيراً لفعله أصحاب القرون المفضَّلَة.
(٣) «النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة» (١١/ ٥٦ ـ ٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>